
نتائج الحوار أمس الأول وقرارات الرئيس كشفت الغطاء تمامًا عن جبهة
البرادعى وصباحى، فالهوجة التى أثاروها بدعوى أن الإعلان الدستورى يعطى
الرئيس صلاحيات فرعونية لم تكن لمبارك نفسه انتهت وألغى الإعلان، والدعاية
السوداء التى لاحقت مادة تحصين قراراته من الطعن عليها أمام القضاء ماتت
لأنه بإلغاء الإعلان ألغيت هذه المادة التى غضب من أجلها بعض القضاة وهيج
الفلول المعششون فى ناديهم الدنيا عليها، الآن أصبح موقف المعارضة وحلفائها
من الفلول عاريًا، هم ضد الشعب المصرى، هم ضد اختيار الشعب المصرى، هم
الذين يخافون من مواجهة الشعب المصرى عبر صناديق الانتخاب أو الاستفتاء، هم
الذين يهربون من الديمقراطية، وأن حربهم الآن على الرئيس لا صلة لها
بالإعلان الدستورى ولا بتجاوزه فى سلطة القضاء كما زعموا، وإنما هى حرب
عليه هو وعلى اختيار الشعب له، هى حالة كراهية محضة، إنهم يريدون إسقاطه هو
كما رصدت ذلك الصحافة الغربية بوضوح كامل، إنهم لا يؤمنون بالديمقراطية
التى هى اختيار الشعب وقرار الشعب وسلطة الشعب، وإنما بديمقراطية حق النقض
"الفيتو" الذى يمنحونه لأنفسهم ضد أى سلطة حتى لو كان الشعب المصرى صاحب
القرار وصاحب السلطة، الحوار الوطنى كشف الجميع وعزز من شرعية الرئيس
الأخلاقية بعد شرعيته الشعبية والدستورية، فهو الرئيس الذى يحترم شعبه
ويحترم اختياره ويتحاكم إليه، بينما معارضوه يفتقرون إلى أى أخلاقيات فى
الخلاف السياسى، فإما أن يحكموا هم ويقرروا هم ويملوا شروطهم هم، وإما أن
يحرقوا البلد حسب ما بشر البرادعى فى مقاله فى صحيفة بريطانية.