ردود أفعال شعبية وإسرائيلية على أحداث "رفح".. وتأخر لـ " التصريحات الرئاسية والعسكرية المصرية" - فيديو
الأحد 2012/8/5 11:52 م
محيط ــ محمود شهاب الدين:
في أول تصريح رسمي من الجانب
الإسرائيلي على الاشتباكات التي وقعت قرب الحدود المصرية الإسرائيلية، قال
بولي مردخاي، المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، إن مدرعتين تابعتين
للأمن المصري، حاولتا اقتحام معبر كرم أبو سالم، وإن إحدى المدرعات انفجرت
قبل الوصول للمعبر، منوهًا إلى أنها قد تكون ملغمة، وأضاف أن الجيش
الإسرائيلي تعامل مع المدرعة الثانية، وتمكن من إيقافها.
وطالب مردخاي، في تصريحات
للإذاعة الإسرائيلية «ريشت بيت»، المقيمين بالقرب من الشريط الحدودي مع
مصر، البقاء في الأماكن المحصنة، وعدم الخروج للشوارع، في الوقت الذي تقوم
فيه قوات من الجيش الإسرائيلي بتمشيط المنطقة، بحثًا عن متسللين.
وقال المتحدث باسم الجيش
الإسرائيلي، إن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف سيارة حاولت التسلل إلى
إسرائيل، وانفجرت عربة ثانية عند معبر على الحدود.
في الوقت الذي أوضحت فيه صحيفة
معاريف، أن هذا الهجوم جاء عقب صدور بيان من هيئة "مكافحة الإرهاب"
التابعة لمكتب رئيس الوزراء الصهيوني قبل يومين حذَّر فيه الإسرائيليين من
خطورة السفر إلى سيناء في الوقت الحالي.
وجاء في البيان إنه وبناء على
المعلومات المتوافرة لدى الهيئة تبين أن المنظمات التي تعمل في قطاع غزة
وجهات أخرى تواصل العمل دون هوادة من أجل تنفيذ هجمات مسلحة في هذه الأيام
بالتحديد، خاصة عمليات اختطاف ضد عدد من السائحين الإسرائيليين في سيناء.
وطلب البيان من جميع
الإسرائيليين الموجودين في سيناء مغادرة هذه المنطقة حالاً والعودة إلى
«إسرائيل»، وطلب البيان من العائلات الإسرائيلية الموجودة في سيناء الاتصال
بها وتبليغهم بتحذير السفر كليا.
من جانبه زعم موقع التليفزيون
الإسرائيلي أن ما يحصل في سيناء يؤكد عدم استقرار الأوضاع الأمنية بها،
مشيرًا إلى أن تدهور الوضع الأمني في سيناء والتي دأبت الجماعات المسلحة
على القيام بعمليات عسكرية بها ولم تتوقف، وهو أمر وصفه التليفزيون بمنتهى
الخطورة، خاصة وأن تاريخ قيام الجماعات المتشددة بعمليات في هذه المنطقة
يعود إلى أيام الرئيس المصري السابق، محمد حسني مبارك.
في الوقت الذي أكد فيه مصدر
فلسطينيي مطلع، أن الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة قامت منذ قليل بإغلاق
جميع الأنفاق بين مصر وغزة لحين إشعار آخر، بعد مقتل عشرات من الجنود
المصريين في هجوم مسلح على نقطة عسكرية قرب معبر كرم أبو سالم.
وقال المصدر الذي تحفظ على
اسمه، إن حكومة غزة اتخذت هذا القرار بعد الاشتباكات التي جرت بين قوات حرس
الحدود المصرية وبين مسلحين يعتقد أنهم تابعين لتنظيم جهادي، بالإضافة إلى
منع تسلل المسلحين إلى غزة.
وفي تصريح للواء عادل سليمان،
الخبير الاستراتيجي، رئيس مركز دراسات المستقبل، ينتقد فيه ما أسماه
"استهانة المسئولين الأمنيين المصريين" بما حذر منه الجانب الإسرائيلي من
احتمال وقوع عمليات إرهابية في سيناء، مشيرين إلى وجود خلايا إرهابية تستعد
لعمليات إرهابية بالمنطقة.
مؤكداً أن ما حدث به إهمال من
قبل الجهات الأمنية فلقد استهانوا بما صرح به الجانب الإسرائيلي وأيضاً
تباطؤ في ملاحقة هؤلاء المجرمين، كما انتقد الخبير الاستراتيجي عدم صدور أي
بيانات رسمية عن أجهزة الأمن والقوات المسلحة ووزارة الداخلية حتى الآن،
مشيرًا إلى أن المواطنين لجأوا إلى وسائل الإعلام الأجنبية للحصول على
المعلومات، برغم تصنيفهم لها بالعميلة لصالح أجهزة المخابرات المعادية.
مطالباً الجهات الأمنية بالتحرك
وسرعة إخبار الرأي العام بتفاصيل ما حدث حتى لا يلجأوا إلى الجهات الأخرى
أو تسمم أفكارهم وتشوه أفكارهم من قبل المغرضين.
في الوقت الذي حذر فيه النائب
البرلماني السابق، مصطفى بكري، من احتمالية عودة إسرائيل لاحتلال سيناء،
بعد الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام عن مصادر رسمية حول هجوم عناصر من
تنظيم «التكفير والهجرة» على جنود مصريين في سيناء.
وقال «بكري» في تدوينة على
«تويتر»، الأحد: «ارتفاع عدد الشهداء والجرحى في مركز شرطة في شمال سيناء
إثر هجوم إرهابي قامت به عناصر متشددة داخل سيناء» مضيفا «السؤال.. إلى متى
تبقى سيناء في انفلات»، مضيفاً، «الفوضى تعم سيناء، الدولة غائبة والكل
مشغول بالصراعات الداخلية، غدا لن ينفع الندم هذه فرصة إسرائيل للعودة
واحتلال سيناء».
وفي تصريح للدكتور طارق الزمر،
المتحدث باسم الجماعة الإسلامية، وصف الحادث الذي وقع منذ قليل بمدخل مدينة
رفح المصرية، ونتج عنه استشهاد 13 بين صفوف الجيش المصري، بعد اشتباكات
بين قوات الجيش ومسلحين مجهولين، بأنه حادث خطير جدا، مضيفاً، كنا نتوقع
وقوع مثل هذه الأحداث في الفترة الحالية.
واتهم الزمر المخابرات
الإسرائيلية بالوقوف وراء الحادث قائلاً: المخابرات والجهات الإسرائيلية
تدير أحداث عنف في سيناء بهدف حدوث تعديلات على تواجدها على الحدود
المصرية، مرجحاًَ أن تكون المخابرات الإسرائيلية دربت عناصر من البدو
للقيام بهذه العمليات.
مضيفاً، أنه قد تكون جهات
مرتبطة بالنظام السابق والرئيس المخلوع وراء تلك الأحداث قائلاً: لا أستبعد
أن يكون هناك بعض الجهات المرتبطة بتنظيم القاعدة تريد أن تقول من خلال
هذه الأحداث أنها ترفض التحولات السياسية في مصر، وترفض حكم الدكتور محمد
مرسى لمصر، وتجد في عدم الاستقرار هدفاً لها، لافتاً إلى أن أيمن الظواهري
زعيم تنظيم القاعدة الحالي طالب أهالي سيناء في أوقات سابقة بالتصدي
للإسرائيليين من خلال سيناء.
وكان نقل مراسل قناة «سكاي نيوز
عربية»، عن مصادر لم يذكرها، تأكيدها أن المسلحين الملثمين هاجموا ثلاث
نقاط أمنية بالتزامن، مع ساعة الإفطار، اليوم الأحد.
وقالت المصادر، إن الهجوم الأول
استهدف نقطة أمنية في منطقة الحرية، بمدينة رفح، فيما قام آخرون بمهاجمة
نقطة أخرى في منطقة الخروبة، بينما استولى مسلحون أيضًا على إحدى المدرعات
التابعة للجيش، وتوجهوا بها باتجاه معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي على
الحدود.
وقالت مصادر أمنية وشهود عيان،
إن مسلحين مجهولين قاموا بالاستيلاء على مدرعة تابعة لقوات الجيش، ثم شنوا
هجوما على نقطتين تابعتين لقوات الجيش قرب العلامة الدولية رقم 6 جنوب
معبري رفح وكرم أبو سالم بالمنطقة عن طريق الأسلحة النارية وقذائف "الآر بى
جى" والقنابل.
هذا وقد أعلنت وزارة الصحة في
تقريرها المبدئي، والخاص بوقوع إطلاق نار من مجهولين على جنود مصريين على
الحدود في رفح بمحافظة شمال سيناء، اليوم الأحد، عن ارتفاع عدد الوفيات إلى
16 حالة، ووقوع 7 مصابين تم نقلهم لمستشفى رفح المركزي بطلق ناري بالرأس
والصدر والذراع.