samedi 24 novembre 2012

الرئيس ينتصر للثورة


الإعلان الدستوري الذي أعلنه الرئيس مساء يوم أمس الأول، يأتي ضمن سلسلة من القرارات الكبيرة والجسورة للرئيس مرسي.
البعض قد ينسى كيف أدار الرئيس الأزمات التي مر بها منذ توليه الحكم، وما عكسته من رصانة سياسية مفاجئة من رئيس مدني قادم من داخل أروقة الجامعة كأستاذ للهندسة.
صحيح أن د.مرسي، مارس السياسة ولكن ليس باحتراف، وإنما كنائب في البرلمان، بجانب أنشطة غير بارزة في جماعة الإخوان المسلمين.. غير أنه استطاع أن يحيل المقعد الرئاسي.. من "منصب" إلى "مؤسسة".. يُصنّع القرار داخلها من خلال مجموعة من الخبراء والحرفيين.. ولينهي عهد "الرئيس ـ الفرد" الذي لا يرينا إلا ما يراه وحده.
قرار الرئيس بإقالة المشير طنطاوي والفريق عنان، وإنهاء "دولة العسكر".. تم الترتيب له وتنفيذه، وكأنه  ـ أي مرسي ـ كان "جنرالًا" بالجيش يعلم التقاليد والقوانين والتفاصيل الصغيرة والكبيرة داخل الوحدات والتشكيلات والكتائب.. وأسماء القادة العسكريين البارزين.. فيما يظل مرسي "الأكاديمي" ذا خلفية مدنية محضة.. وما كان له أن ينجز هذا التغيير السياسي والتاريخي الكبير وبهذه الخبرات المدهشة، إلا إذا كان قد أدار الأزمة بشكل "مؤسسي" وحرفي.. وليس من خلال قرارات فردية.
عشية إصداره "الإعلان الدستوري" الأخير.. كان الرئيس قادمًا لتوه من "نصر دولي" كبير، حققه في غزة.. وهو الإنجاز الذي يعكس ـ فعلًا ـ أن ثمة تحولات جذرية في طريقة صناعة القرارات الرئاسية الكبيرة.. وأن المنصب بات "مؤسسة" تدار من خلال فريق من الخبراء المختصين في الملفات الدولية.
الانتصار الأخير للرئيس، كان يوم أمس الأول، عندما قلب الطاولة على الانقلابيين الذين كانوا ينتظرون حكمًا مؤكدًا من المحكمة الدستورية، يوم 2/12 القادم، بعدم دستورية الإعلان الدستور قبل الأخير.. وهو ما يعني عودة المجلس العسكري إلى الحكم والاستيلاء مجددًا على السلطتين التشريعية والتنفيذية.
الرئيس أدار كل معاركه مع "نخبة مبارك" بشكل مفاجئ صدم كل من تهكم عليه، واتخذه "هزوًا"..  الرئيس ـ وكما قالت إحدى الصحف العربية التي تصدر في لندن يوم أمس ـ قد يحني رأسه للأمواج العاتية، وقد يبلع الإهانة ولكنه لا ينساها.. كان آخرها معركته مع النائب العام السابق الذي "جمد" كل ملفات حيتان الفساد في مصر.
التفت نخبة مبارك حوله، ضد قرار نقله إلى منصب آخر، وفرضوه على الرئيس.. غير أن الأخير رد الإهانة بقرار ثوري كبير يوم أمس الأول.. ليطيح بأكبر حامٍ  لرجال مبارك الفاسدين في مصر، وليأتي آخر من تيار الاستقلال، ما ينذر بجرجرة حيتان كبيرة من رجال أعمال وإعلام وسياسة.. ومافيات أراضي وعصابات نهب البنوك إلى المحاكم وإلى السجون خلال الشهور القليلة القادمة.
     الرئيس انتصر للثورة.. وبدأ أول خطوة لاستعادة أموال مصر المنهوبة.. ولعل ذلك ما يفسر هذا الفزع الذي انتاب كل فضائيات الفلول ليلة أمس الأول.. وقضوا الليل كله في "الردح" للرئيس.. والدفاع عن "الفاسدين" و"اللصوص".

بحث هذه المدونة الإلكترونية

Blog Archive

page

share

 
Return top
 
free 7 blogger templates